وكالة بيت مال القدس الشريف رمز إلتزام تاريخي بين المغرب والقدس المتجذر تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس

مواطن نيوز//

نُظم لقاء في الرباط يوم الأربعاء لمناقشة كتاب “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس: المسؤولية الكبرى” للمؤلف محمد سالم الشرقاوي، بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين. وقد أشاد المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته أكاديمية المملكة المغربية بالشراكة مع وكالة بيت مال القدس الشريف، بالجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك لدعم الوجود الفلسطيني في القدس والحفاظ على الوضع القانوني للمدينة المقدسة. كما سلطوا الضوء على الأبعاد السياسية والدبلوماسية والاجتماعية للعمل الذي تقوم به لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف، مؤكدين على الالتزام الثابت للمغرب تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز صمود المقدسيين في مواجهة التحديات الراهنة.

وفي هذا السياق، أكد الأمين الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل لحجومري، أن تعلق المغاربة بفلسطين لا ينبع من اندفاع عاطفي ظرفي ناتج عن لحظات الأزمة، بل يندرج ضمن دينامية تاريخية مستمرة، متجذرة في وعي حضاري يجعل من الدفاع عن القدس واجباً أخلاقياً وتاريخياً ينتقل من جيل إلى جيل. وأشار إلى أن المملكة، تحت القيادة النيرة لملوكها، أظهرت التزاماً عميقاً ومستمراً تجاه القدس الشريف، مشيراً إلى أن هذا الالتزام يتجاوز المواقف السياسية الظرفية ليندرج ضمن رؤية طويلة المدى، نابعة من وعي تاريخي وديني ووطني بمكانة المدينة المقدسة في الذاكرة الإسلامية والعالمية.

منذ استقلالها، لم تتوقف المملكة، ملكاً وشعباً، عن إيلاء اهتمام ثابت للقضية الفلسطينية، التي تعتبر قضية مركزية ذات أبعاد حضارية ودينية وروحية، كما ذكّر بالمواقف التي عبرت عنها المملكة في المحافل العربية والإسلامية والدولية، دعماً للحق المشروع للفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة. كما اعتبر أن كتاب “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس: المسؤولية الكبرى” يشكل شهادة على الأعمال الدؤوبة التي يقوم بها جلالة الملك و”استجابة موثقة لحاجة أكاديمية تهدف إلى إبراز المبادرات المبتكرة للملك للدفاع عن القدس الشريف والحفاظ على إرثها الروحي والإنساني العريق”.

من جانبه، أبرز المدير المكلف بإدارة وكالة بيت مال القدس الشريف ومؤلف الكتاب، محمد سالم الشرقاوي، التزام المملكة المغربية وجلالة الملك، أمير المؤمنين، بقضايا السلام والأمن الدوليين، في سياق يتسم بتحولات جيوسياسية وتحديات عالمية، لا سيما تلك المرتبطة بالتطرف والأزمات العابرة للحدود والصراعات المجتمعية. كما أكد أن رئاسة لجنة القدس المسندة إلى جلالة الملك “هي تكريم رمزي للصلة التي تربط المغاربة بالقدس وفلسطين، وتجسيد للتاريخ الطويل للوجود المغربي في هذه المدينة المقدسة”. واغتنم هذه المناسبة للإشادة بالمبادرات النوعية التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف بتوجيه من جلالة الملك لدعم السكان الفلسطينيين.

من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني السابق، سيدي خليفة، على الارتباط الروحي العميق للمغاربة بالقدس، مسلطاً الضوء على الاهتمام المستمر الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للقضية الفلسطينية وللمدينة المقدسة منذ توليه العرش. كما أبرز الجهود الدؤوبة التي يبذلها جلالة الملك لحشد دعم مستمر على المستويات السياسية والمالية والاجتماعية للقضية الفلسطينية ومن أجل إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف أن الكتاب يعد من أهم المنشورات التي تسلط الضوء على الدور الريادي لجلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس، مذكراً بأن المغرب لطالما تبنى موقفاً مؤيداً لحماية المدينة المقدسة.

أما أمجد شهاب، المدير العام لكلية الشهاب المقدسي وأستاذ العلوم السياسية، فقد أكد على أهمية هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على دور المغرب والمغاربة في دعم القضية الفلسطينية ومدينة القدس، وهو التزام ديني وتاريخي وحضاري في آن واحد. كما أبرز دور وكالة بيت مال القدس الشريف، إحدى المؤسسات القليلة التي تقوم بعمل ميداني في سياق قانوني وسياسي معقد، حيث تضطلع بدور أساسي في دعم المقدسيين.

من جهته، أكد الحسن أحزاين، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هذا “الكتاب القيم” يتميز بجمعه بين الخبرة الأكاديمية لمؤلفه والعمل الميداني، مشيراً إلى أنه يعتبر أول كتاب يتناول لجنة القدس كموضوع محوري. وأشار إلى أن الكتاب يتبنى منهجية أكاديمية صارمة، تستند إلى تحليل الخطابات الملكية والوثائق والبيانات الصادرة عن لجنة القدس.

وقد صدر كتاب “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس: المسؤولية الكبرى” عن مركز البحوث والدراسات “بيت المقدس” في عام 2024، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء العاهل المغربي عرش أسلافه المجيدين.