لماذا هذا الهوس المرضي لبعض الصحف الفرنسية؟ “لو موند” الفرنسية تعيد تدوير أكذوبة “نهاية العهد” للملك محمد السادس

مواطن نيوز// معاذ أبخار


مرة أخرى، تعود جريدة “لو موند” الفرنسية بمسلسلها الصيفي المتكرر الذي يفتقر لأبسط قواعد المهنية والموضوعية، لتحاول إقناع قرائها بأن المملكة المغربية على وشك دخول نفق مظلم، وأن عهد ملكها، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشهد أيامه الأخيرة. ففي سلسلة تحمل عنوانًا دراميًا مبالغًا فيه “لغز محمد السادس”، تقدم الجريدة ومحرراها، كريستوف أياد وفريديريك بوبان، خلطة غير متجانسة من الصور المأخوذة من سياقاتها، والإشاعات غير الموثقة، والتحليلات المستندة إلى هواجس شخصية أكثر من كونها حقائق.

يبدو أن المحررين، المعروفين بتركيزهما على الشؤون المغربية غالبًا بزاوية نقدية حادة، قد وجدا في الصيف فرصة لإعادة تسخين نفس السيناريو القديم الذي يروج لفكرة “الاضطراب” و”نهاية العهد”، متجاهلين عمدًا كل معطيات الاستقرار والتقدم التي يعيشها المغرب. إنه إصرار غريب على قراءة الأحداث من خلال عدسة مظلمة، ترفض رؤية أي ضوء، وكأن المغرب بالنسبة لهم مجرد ساحة لتطبيق نظريات المؤامرة وليس دولة ذات سيادة ومؤسسات قوية.

الغريب في الأمر هو هذا الإصرار للإعلام الفرنسي على معاملة المغرب كدولة غير قادرة على تقرير مصيرها، وكأن العرش العلوي المجيد، الذي يمتد لقرون، يحتاج إلى إذن من بعض مكاتب التحرير في باريس ليواصل مسيرته. إنها نظرة استعلائية لا تختلف كثيرًا عن عقلية الحقبة الاستعمارية، حيث يُنظر إلى الدول الأفريقية والعربية على أنها مسرح للدراما والصراعات بدلاً من أن تكون نماذج للاستقرار والتطور.

ما يغيب عن هذا “التحقيق” المزعوم هو كل الإنجازات الكبرى التي تحققت تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. يتحدثون عن صورة للعاهل وهو يصلي جالسًا وكأنها حدث سياسي ضخم، ويتجاهلون صورة المغرب وهو يبني أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم “نور ورزازات”، أو يصبح بطلاً إقليميًا في مجال الطاقة النظيفة. يهمسون عن “صراعات خلافة” وهمية، ويتغاضون عن حقيقة أن المغرب يستعد لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهو حدث جلل لا يُمنح إلا للدول المستقرة ذات المصداقية الدولية العالية.

التركيز الهستيري على صحة الملك، واستنتاج حالات سياسية كاملة من لقطة فيديو أو صورة، هو إهانة للذكاء وللمهنية الصحفية. إنه يشبه إلى حد كبير أولئك الذين يحاولون قراءة الطالع في فنجان قهوة؛ الكثير من التخمينات والقليل جدًا من الحقائق. الأكثر سخرية هو أن هذه الحملة تأتي في وقت تتعمق فيه العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وشركائه الدوليين، وتتزايد فيه مكانة المملكة كقطب إقليمي فاعل ومحترم.

ختامًا، فإن ما تقوم به “لو موند” ليس صحافة استقصاء، بل هو نوع من الصحافة الاستيهامية، التي تبحث عن شيطنة واستهداف نظام حكم مستقر ومحبوب من شعبه.

إن محاولة تصوير المغرب على أنه دولة على شفا الهاوية ليست فقط خاطئة ، ولكنها أيضًا ضارة وتخدم أجندات معادية. الشعب المغربي ومؤسساته قادرة على تمييز الحقائق من الأوهام، وقادرة على الدفاع عن وحدتهم وسيادتهم ضد أي محاولة للتشكيك في استقرارهم أو في شرعية قيادتهم. المغرب يمضي قدمًا، وسيظل دائمًا أقوى من أي سيناريو خيالي يتم نسجه في غرف التحرير البعيدة.


أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *