مواطن نيوز
أوقفت السلطات الأمنية ما يناهز 23 شخصا، على خلفية حفل زفاف مثير للجدل نظم في بلدة أزغنغان بإقليم الناظور، بعدما وثقت مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل مشاهد وصفت بـ”الصادمة” من داخل الحفل، الذي تحول إلى ساحة استعراض فوضوية بأسلحة نارية، وسيارات فارهة، وطقوس خارجة عن المألوف.
السلطات باشرت حملة توقيفات فور انتشار المقاطع، وفتحت تحقيقا واسعا شمل عددا من المشاركين في العرس، من بينهم فنانون أحيو السهرة وتم استدعاؤهم للاستماع إلى إفاداتهم حول ظروف وملابسات الحفل والجهات المنظمة له.
الزفاف، الذي كان بطله “موسى”، خرج عن الطابع الاحتفالي المعتاد، ليتحول إلى حدث أثار موجة انتقادات واسعة على المنصات الاجتماعية، بعدما أظهرت المقاطع المتداولة استعراضات غريبة شارك فيها أشخاص مقنعون على متن سيارات رباعية الدفع تخفت لوحاتها المعدنية، مع إطلاق كثيف للأعيرة النارية ونثر مبالغ مالية في الشارع بطريقة استعراضية.
ويعتبر “موسى”، العريس وصاحب الحفل، شخصية معروفة لدى المصالح الأمنية، حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى أنه موضوع عدة مذكرات بحث وطنية تتعلق بشبهات الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال، وقد ظل متواريا عن الأنظار لفترة طويلة، قبل أن يظهر بشكل علني ومفاجئ في هذا الحفل الذي وصف بـ”الاستفزازي”، ما عجل بتدخل أمني عاجل، وتواصل المصالح المختصة تحرياتها لتحديد ظروف ظهوره وطبيعة الجهات التي قد تكون وفرت له الحماية أو سهلت تحركاته.
كما لوحظت ملصقات على بعض السيارات تشبه شعارات تنظيمات، ما زاد من حساسية الموضوع وأثار مخاوف لدى الرأي العام.
وبالتزامن مع تطورات الملف، سجل حضور ميداني لمدير الشرطة القضائية محمد الدخيسي، الذي حل بالمنطقة لتتبع مجريات التحقيق والإشراف على التنسيق الأمني، في خطوة تعكس الجدية التي تتعامل بها المصالح الأمنية مع هذا الملف، الذي أخذ أبعادا تتجاوز مجرد خرق للقانون، ليطرح على طاولة النقاش العمومي بشأن مظاهر التسيب وغياب الضوابط في بعض المناسبات الخاصة.
التحقيقات لا تزال جارية، وسط ترقب لمزيد من التوقيفات أو الاستدعاءات، في وقت تتعالى فيه دعوات لتشديد الرقابة على مثل هذه السلوكيات التي تهدد الأمن العام وتسيء لصورة المنطقة.
