مواطن نيوز//
في قرار سريع هزّ المشهد الكروي الإماراتي، أعلن نادي الجزيرة رسمياً مساء الأحد 17 أغسطس 2025، إنهاء تعاقده مع المدرب المغربي الحسين عموتة وطاقمه المساعد، وذلك بعد ساعات فقط من الخسارة المُذلّة أمام خورفكان (3–2) في الجولة الافتتاحية لدوري “أدنوك” للمحترفين. وجاء البيان الرسمي للنادي موجزاً وحاسماً، مشيراً إلى توجيه “الشكر والتقدير” للمدرب المغربي، مع وعد بالإعلان عن الجهاز الفني الجديد قريباً في خطوة تُجسّد سعي الإدارة لتجديد الدماء واستعادة التوازن.
الهزيمة أمام خورفكان – التي لعب فيها الفريق الخصم بعشرة لاعبين بعد طرد عبدالله الرفاعي في الدقيقة 73 – كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ حوّلت سلسلة النتائج المخيبة للآمال عموتة إلى أول ضحية في الدوري الإماراتي هذا الموسم . المفارقة أن الجزيرة كان الفريق الوحيد بين الكبار الذي تعثّر في الجولة الأولى، بينما حقق أقرانه مثل الشارقة وشباب الأهلي والعين انتصارات واضحة . هذه الخسارة لم تكن مجرد نقطة سوداء في سجلٍ نقيّ، بل تصاعدت منها رائحة أزمة متجذرة في مسيرة الفريق خلال الفترة الأخيرة.
ماذا قدّم عموتة خلال رحلته القصيرة؟
تولّى المدرب المغربي تدريب الجزيرة صيف 2024 بعقد امتد حتى 2026، وخلال موسمه الوحيد قاد الفريق للتتويج بـ”كأس مصرف أبوظبي” بعد الفوز على شباب الأهلي (2–1) في المباراة النهائية . لكن هذا الإنجاز الباهر بدا كـ”ورقة توت” تخفي تراجعاً كبيراً في الدوري المحلي، حيث احتل الفريق المركز السابع فقط في منافسات الموسم الماضي . يُضاف إلى ذلك أن سياسة التعاقدات والاختيارات الفنية في الفريق لم تُقنع الجماهير ولا الإدارة، خاصة مع بداية الموسم الحالي بقدم يسرى أمام خورفكان، وهو الفريق الذي لم يُصنّف ضمن المنافسين التقليديين على الصدارة .
لماذا اتُّخذ القرار بهذه السرعة؟
تُشير مصادر متعددة إلى أن إدارة النادي لم تكن تنتظر سوى الشرارة الأولى لتحريك هذا القرار، فموسم 2024–2025 خيّم عليه إحساس بالإخفاق رغم الكأس المحلية . وعندما سقط الفريق في مستهل مشواره الجديد، رغم تقدمه أحياناً في النتيجة ورغم اللعب بفارق لاعب لصالحه، كان ذلك مؤشراً على فقدان السيطرة التقنية والروح القتالية، وهو ما دفع الإدارة للتحرك السريع قبل تفاقم الأزمة . التعليقات الرسمية للنادي ظلّت “مهذبة” تشيد بجهود عموتة، لكن سياق الإقالة الفوري بعد المباراة يُظهر إرادةً حاسمةً في تغيير المسار .
ماذا عن ردة الفعل والتداعيات؟
فيما غمرت التعليقات الساخرة مواقع التواصل – خاصة من المغاربة والأردنيين الذين انتقدوا سابقاً اختيار عموتة مغادرة المنتخب الأردني لصالح الجزيرة – تساءل البعض: “هل كانت المال أم المجد؟” . بعض التعليقات لامته على “الطمع” بعد أن غادر الأردن رغم اقترابه من تحقيق إنجاز تاريخي، بينما دافع آخرون عن كفاءته واقترحوا عودته للتدريب في المغرب، ربما مع نادي الوداد . أما جماهير الجزيرة، فتترقب الآن بحذر هوية المدرب القادم، الذي سيوكل إليه مهمة إنقاذ الموسم مبكراً واستعادة مكانة “فخر أبوظبي” بين الكبار .
رحيل عموتة يضع الجزيرة أمام مفترق طرق حاسم: فإما أن يُثبت أن تغيير القيادة الفنية كان جراحة ضرورية لاستئصال فشل متجذر، أو سيصير مجرد حلقة في سلسلة من القرارات المتعثرة. التحدي الأكبر للإدارة الآن ليس فقط اختيار البديل المناسب، بل إعادة بناء الثقة المفقودة داخل أروقة الفريق ومدرجات الجماهير.