مواطن نيوز//
في هجوم صارخ على أداء الحكومة، وصف عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، السياسات الصحية بـ”الفشل المتواصل” الذي ينتهك كرامة المغاربة ويهدد مستقبل الحماية الاجتماعية. وجاءت كلمة بووانو، خلال مناقشة برلمانية، حبلى بالأرقام الصادمة والانتقادات اللاذعة التي تكشف عمق الأزمة التي يعانيها القطاع.
كشف بووانو عن خلل هيكلي خطير، حيث تستأثر المصحات الخاصة بـ 19 مليار درهم من أصل 23 مليار درهم هي الميزانية الإجمالية للصحة، بينما تترنح المستشفيات العمومية تحت وطأة نقص فادح في التجهيزات والموارد البشرية، إذ لا يتوفر سوى طبيب واحد لكل 1255 مواطناً، وهو معدل يناقض المعايير الدولية بشكل صارخ. وأشار إلى تعثر مشاريع حيوية كان المواطنون ينتظرونها بفارغ الصبر، مثل الطب عن بُعد وتعيين أطباء الأسرة، فضلاً عن التأخير المريب في إطلاق البطاقة الطبية الذكية التي كان مخططاً لها نهاية 2024.
ولم يغب ملف الفساد عن الانتقادات، حيث تحدث بووانو عن صفقات مشبوهة لصالح شركات جهوية، وإلغاء مفاجئ لعقود قانونية، مما يغذي شكوكاً قوية حول وجود “ريع واختلالات مالية” في تدبير خدمات موازية كالنظافة والحراسة. كما سلط الضوء على ارتفاع فاتورة استيراد الأدوية بشكل مقلق إلى 9.1 مليار درهم عام 2023، مع وجود فروقات صارخة في الأسعار مقارنة بالدول الأوروبية، مما يثقل كاهل المواطن والمال العام.
في مجال الحماية الاجتماعية، كشف بووانو عن تراجع خطير، تمثل في سحب التغطية الصحية من الطلبة وأولياء أمورهم، وتأخر تنفيذ برامج التعويض عن فقدان الشغل والتقاعد، الذي كان من المفترض أن يشمل 5 ملايين مواطن، مما يزيد من هشاشة وضع الأسر.
واستند النائب البرلماني في ختام تدخله إلى تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي التي تكشف كارثة حقيقية: 57% إلى 97% من نفقات التأمين الصحي تذهب للقطاع الخاص، مع تكلفة علاج في هذا القطاع أعلى بـ 6 أضعاف مقارنة بالمستشفيات العمومية. هذه المعطيات، كما حذر بووانو، تضع النظام الصحي المغربي برمته أمام تحديات وجودية تهدد استدامته وتدفع به نحو حافة الانهيار، في ظل استمرار سياسات وصفها بـ”الفاشلة”.
عنوان المقال:
المغرب: نظام صحي على حافة الانهيار.. 19 مليار للخاص وطبيب لكل 1255 مواطنًا!