المغرب: قلق زراعي جديد بعد تعديلات أوروبية تهدد صادرات الخضار والفواكه

مواطن نيوز//


بعد نجاحهم في تجميد الخلاف مع نظرائهم الفرنسيين حول صادرات الطماطم عبر توقيع “إعلان نوايا”، يعود القلق ليخيّم من جديد على مزارعي ومصدري الخضروات والفواكه المغاربة. مصدر التهديد هذه المرة يأتي من بروكسل، حيث تفتح المفوضية الأوروبية باب التعليق للعموم على قانون يهدف إلى مراجعة قواعد تحديد “قيم الاستيراد القياسية” للفواكه والخضروات، وهي آلية حاسمة في فرض الرسوم الجمركية الإضافية.

يستهدف التعديل القانوني تغييرًا جوهريًا يتمثل في تحويل آلية تحديد القيم الاستيرادية القياسية من حساب “يومي” إلى حساب “أسبوعي”. كما يسعى إلى تحديث نظام حساب هذه القيم، والاستعاضة عن عروض الأسعار المباشرة من أسواق الاستيراد (التي يصعب الحصول عليها) ببيانات بديلة من إخطارات الدول الأعضاء أو الجمارك الوطنية المسجلة في قاعدة بيانات المفوضية. ويُغلق باب التعليق على هذه اللائحة التنفيذية في غضون ستة أيام فقط.

يرى المصدرون المغاربة، وخاصة مصدرو الطماطم، في هذه التعديلات خطرًا محدقًا. فقيم الاستيراد هذه هي التي تُطبق عليهم عند تجاوز الحصص الشهرية المحددة بموجب اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي، أي عندما تدخل قواعد منظمة التجارة العالمية حيز التنفيذ. أي تغيير في طريقة حساب هذه القيم أو توقيته يمكن أن يزيد من صعوبة التصدير وعبئه المالي.

وصف خالد السعيدي، رئيس الجمعية المغربية للمنتجين والمصدرين للخضراوات والفواكه “أبيفيل”، القانون المطروح للاستشارة بأنه إعداد لتغيير شروط دخول المنتجات المغربية إلى السوق الأوروبية، محذرًا من أن ذلك سيلحق “ضررًا كبيرًا” بالصادرات المغربية التي تُعد دعامة أساسية للاقتصاد الوطني. وأوضح أن هذه المقتضيات الجديدة “تهدد إنتاج الطماطم بالمغرب”، مشيرًا إلى أن التصدير هو الذي يمكّن من تغطية التكاليف المرتفعة للإنتاج ويعوّض عن معدلات البيع المنخفضة في السوق المحلية. وأكد أن وضعية المنتجين ستكون “جد صعبة” في حال تراجعت الصادرات.

ويأتي هذا القلق في وقت يواجه فيه قطاع الطماطم المغربي بالفعل تحديات جسيمة، أدت إلى تراجع الإنتاج والعرض. أشار السعيدي إلى أمراض مثل فراشة “Tuta Absoluta” التي تتلف أوراق الأشجار، وإشكالية فيروس “TOBRFV” الذي أتلف ضيعات عديدة، لافتًا إلى أن غياب أصناف مقاومة لهذا الفيروس دفع غالبية الضيعات إلى قلع أشجارها. وأوضح أن التحضير للموسم المقبل (الذي يبدأ بتقديم البذور للمشاتل في مايو للغرس في يوليو) يجري في هذا المناخ الصعب، وهو ما يفسر الارتفاع الملحوظ الحالي في أسعار الطماطم بسبب قلة العرض محليًا ودوليًا.

وهكذا، يقف المزارعون والمصدرون المغاربة على مفترق طرق، بين حل مؤقت لخلاف قديم مع فرنسا، وتهديد جديد قادم من أوروبا قد يعصف بمستقبل صادراتهم الزراعية الحيوية، في وقت يعانون فيه أصلاً من تحديات إنتاجية داخلية تزيد الوضع تعقيدًا. مستقبل هذه الصادرات بات مرهونًا بنتائج الاستشارة الأوروبية وطريقة تطبيق التعديلات المقترحة.


  1. لم يتم ذكر كل الحاضرين في الصورة، رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية وهو أيضا المدير الإقليمي المساعد، ثم مدير مدرسة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *