وكالة تنمية الأطلس الكبير, بوادر أمل لإعادة الحياة إلى مناطق زلزال الحوز

مواطن نيوز//



بعد أكثر من عام على الزلزال المأساوي الذي هزّ منطقة الحوز المغربية في سبتمبر 2023، بدأت ملامح خطة إنعاش المناطق المتضررة تظهر مع دخول “وكالة تنمية الأطلس الكبير” مرحلة التنفيذ الفعلي في ديسمبر 2024. الوكالة، التي تُعدّ الذراع التنموي للحكومة المغربية في المناطق الجبلية النائية، أطلقت سلسلة من المشاريع الطموحة التي تستهدف إصلاح البنية التحتية المدمّرة، وتعزيز الخدمات الأساسية، وإعادة الأمل لأهالي المناطق الأكثر تضررًا، مثل الحوز، تارودانت، شيشاوة، مراكش، وورزازات.

بحسب تصريحات رئيس الوكالة، السيد سعيد لايت، فإن أولى الخطوات شملت إعادة تأهيل 200 كيلومتر من الطرق الوطنية المتضررة، والتي تُعدّ شريان الحياة لربط القرى النائية بالمدن الرئيسية. كما بدأت الوكالة في بناء 15 جسرًا لإنهاء عزلَة عشرات التجمعات السكانية التي ظلّت تعتمد على مسارات وعرة لسنوات. وأكد لايت أن هذه المشاريع ليست مجرد إصلاحات طارئة، بل جزء من رؤية أوسع تهدف إلى خلق نموذج تنموي مستدام، يعتمد على تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وتمكين السكان عبر برامج دعم اقتصادي تستهدف الفلاحين والحرفيين.

غير أن الطريق نحو التعافي لا يخلو من عقبات. فالتضاريس الوعرة في الأطلس الكبير تُصعّب نقل المعدات الثقيلة إلى مواقع العمل، كما أن تزامن المشاريع مع استمرار الظروف المناخية القاسية يزيد من تعقيد المهام. من جهة أخرى، يطالب سكان المنطقة بزيادة وتيرة الإنجاز، خاصة في القرى التي ما زالت تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مثل الكهرباء والمياه الصالحة للشرب. تقول فاطمة الزهري، إحدى سكان قرى الحوز: “نشعر بتحسن طفيف، لكننا نريد رؤية نتائج ملموسة تُغيّر واقعنا… لقد انتظرنا طويلًا”.

في هذا السياق، تعتمد الوكالة على شراكات مع مؤسسات دولية، مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لدعم الجوانب التمويلية والفنية. كما تُجرى دراسات لتحويل المناطق المتضررة إلى وجهات جاذبة للسياحة البيئية، باستثمار الإرث الثقافي والطبيعة الخلابة للأطلس الكبير، مع الحفاظ على الهوية المحلية.

رغم التحديات، فإن تفعيل الوكالة يُعتبر خطوة غير مسبوقة في تاريخ التنمية بالمغرب، حيث تجتمع الجهود الرسمية والشعبية والدولية لكتابة فصل جديد لمناطق طالما عانت من الإهمال. السؤال الذي يلوح في الأفق الآن: هل ستتحول هذه المشاريع إلى نقلة نوعية تُعيد الاعتبار لسكان الأطلس الكبير، أم ستكون مجرد وعود تذروها رياح البيروقراطية؟ الوقت كفيل بالإجابة، لكن الأكيد أن أنظار آلاف العائلات تتجه اليوم نحو تلك الجبال الشامخة، منتظرةً بصيصًا من الأمل.


  1. لم يتم ذكر كل الحاضرين في الصورة، رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية وهو أيضا المدير الإقليمي المساعد، ثم مدير مدرسة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *