مناورات الأسد الإفريقي تكشف عزلة الجزائر وتعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي دولي

مواطن نيوز//


إنطلقت فعاليات الدورة الحادية والعشرين من تمرين “الأسد الإفريقي” بمشاركة القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 12 و23 ماي الجاري، بعدة مناطق من المملكة، من بينها أكادير، طانطان وتزنيت. وتُعد هذه النسخة من أكبر المناورات العسكرية في القارة الإفريقية، حيث تعرف مشاركة أكثر من 30 دولة من أوروبا، إفريقيا، أمريكا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط، سواء عبر حضور مباشر أو بصفة ملاحظ.

ويهدف هذا التمرين السنوي، المنظم بتعليمات من الملك محمد السادس، إلى تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة، إضافة إلى تطوير قابلية التشغيل المشترك على المستويات التقنية والعملياتية والإجرائية. ويشمل البرنامج مجموعة من التدريبات الميدانية والتمارين البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى عمليات للإنزال الجوي وتدريبات للقوات الخاصة، فضلا عن تمرين مشترك لتخطيط العمليات، وأنشطة ذات طابع إنساني واجتماعي.

وتعكس هذه المناورات الضخمة مكانة المغرب المتنامية كشريك موثوق به على الساحة الدولية، كما تبرز قدرته على احتضان تظاهرات عسكرية استراتيجية بهذا الحجم. في المقابل، يرى عدد من المحللين أن هذه الدينامية المغربية المتواصلة كشفت حجم العزلة الإقليمية والدولية التي يعيشها النظام العسكري الجزائري، والذي سعى إلى الرد بإطلاق مناورات موازية، في محاولة منه لإخفاء ارتباكه، عبر دعوة دول كـمصر وموريتانيا إلى الانخراط في تحالف عسكري اعتبره مراقبون “هجينا”، غير أن هذين البلدين رفضا المشاركة، في ظل عدم اعترافهما بما يسمى “جبهة البوليساريو”، التي تتجه عدة أطراف دولية إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية.

وفي تعليق له على هذا الوضع، أوضح عبد الفتاح الفاتحي، رئيس مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن الجزائر تعيش حالة عزلة متزايدة، سواء على المستوى الجهوي أو الدولي، في ظل توتر علاقاتها مع فرنسا، دول الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وحتى روسيا. كما أشار إلى أن انسحاب مصر من مناورات لجنة دفاع شمال إفريقيا بسبب مشاركة جبهة البوليساريو زاد من تعقيد الوضع.

وأكد الفاتحي أن نجاح المغرب في تنظيم هذه المناورات بالتعاون مع الولايات المتحدة، وإعلان فرنسا عن تنظيم مناورات مشتركة مع المغرب قرب الحدود الجزائرية، يعزز من صورة المغرب كقوة موثوقة في المنطقة. ويرى أن هذا الوضع يدفع الجزائر إلى القيام بردود أفعال متشنجة، في محاولة لإخفاء إخفاقاتها الدبلوماسية المتكررة، خاصة في علاقتها مع دول الساحل والصحراء.

ويخلص المتحدث إلى أن النظام الجزائري بات يعول على مناورات داخلية بهدف إيهام الداخل بامتلاكه “قوة ضاربة”، في حين أن الواقع يعكس مزيدا من العزلة، حتى داخل العالم العربي، حيث أصبح من الصعب عليه الاستمرار في توظيف بعض القضايا، كالقضية الفلسطينية، لتحقيق مكاسب سياسية أو ادعاء قيادة نضال عربي مشترك.


  1. لم يتم ذكر كل الحاضرين في الصورة، رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية وهو أيضا المدير الإقليمي المساعد، ثم مدير مدرسة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *