وضع حجر الأساس لأول محطة استراحة على طريق السمارة-الحدود الموريتانية: خطوة جديدة نحو تعزيز التنمية والربط الإقليمي

مواطن نيوز//

أشرف عامل إقليم السمارة، إبراهيم بوتوميلات، يوم الثلاثاء الماضي، على وضع الحجر الأساس لأول محطة استراحة ضمن مشروع الطريق الرابط بين مدينة السمارة والحدود المغربية-الموريتانية، مروراً بجماعة أمكالة. جاء هذا الحدث بعد استكمال الجوانب التقنية الرئيسية للأشغال، والتي اقتربت من نهايتها رغم التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن قيادات جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر.

حضر الحفل عدد من المسؤولين المحليين والوطنيين، بما في ذلك رئيس جماعة السمارة، ورئيسة جماعة أمكالة، بالإضافة إلى منتخبين وبرلمانيين، ومدراء المصالح الخارجية، وشخصيات عسكرية ومدنية، وأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية. وقد بدأ الحدث بجولة تفقدية لسير الأشغال، التي أكدت التقدم الكبير في المشروع.

وأكد العامل بوتوميلات التزام السلطات بتسريع وتيرة الإنجاز، مشيراً إلى أن المشروع يهدف إلى توفير مرافق حديثة تخدم مستخدمي الطريق وتعزز الجاذبية الاستثمارية للإقليم. كما أعلن عن انطلاق خط جديد لسيارات الأجرة من الصنف الأول، يربط بين السمارة وجماعة أمكالة عبر منطقة لكعيدة، مما سيسهل تنقل المواطنين ويعزز الربط بين مختلف مناطق الإقليم.

– أهمية المشروع الطرقي

يعد هذا المشروع الطرقي، الذي يمتد على مسافة 93 كيلومتراً بعرض 6 أمتار، حجر زاوية استراتيجياً في تعزيز البنية التحتية بالمنطقة. وبتكلفة إجمالية تقدر بـ49.72 مليون درهم، سيربط المشروع بين جماعة أمكالة في إقليم السمارة وبئر أم كرين الموريتانية. ومن المتوقع أن يسهم هذا الطريق في تسهيل وصول الدول الإفريقية غير الساحلية إلى المحيط الأطلسي عبر الأقاليم الجنوبية للمملكة، مما يعكس إرادة قوية لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

ويهدف المشروع إلى تنشيط الأنشطة الاقتصادية المحلية، وتحسين حركة النقل والتبادل التجاري بين المغرب وموريتانيا، بالإضافة إلى خفض تكاليف اللوجستيك وتقليل زمن عبور البضائع والمسافرين. كما سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين ظروف المعيشة للسكان المحليين، مما يعزز الاستقرار السكاني في المناطق الحدودية.

– المبادرة الملكية والرؤية التنموية

في هذا السياق، أكد مولاي إبراهيم الشريف، رئيس بلدية السمارة، أن هذا المشروع يعد جزءاً من المبادرة الوطنية الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب والدول الإفريقية غير الساحلية. وأشار إلى أن الطريق الجديدة ستسهل الوصول إلى المحيط الأطلسي، مما سيدعم الاندماج الإقليمي ويعزز العلاقات بين المغرب ودول إفريقيا.

كما أشار الشريف إلى أن افتتاح هذا الطريق يتزامن مع سلسلة من المشاريع التنموية الأخرى، بما في ذلك تحسين شبكة الطرق والمعابر، وإنشاء محطة طرقية جديدة في المدينة. وأضاف أن هذه المشاريع تهدف إلى تسهيل حركة التنقل وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يتماشى مع رؤية تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستدامة والتطور الاقتصادي.

تعزيز الاستقرار والتنمية المحلية

من جانبها، أكدت فاطمة السيدة، رئيسة جماعة أمكالة، أن هذا المشروع يمثل حجر الزاوية في تعزيز التبادل التجاري وحركة التنقل بين المناطق الحدودية. وأشارت إلى أن المشروع يتجاوز كونه محوراً طرقياً، حيث يرافقه إنشاء مرافق مصاحبة مثل المحطة الطرقية، التي ستسهم في تحفيز الأنشطة الاقتصادية المحلية ودفع عجلة التنمية.

وأضافت أن المشروع سيسهم في خلق فرص عمل جديدة، مما يعزز الاستقرار السكاني في المناطق الحدودية مثل أمكالة وتفاريتي، ويحسن ظروف الحياة للسكان المحليين. كما أكدت أن هذه المشاريع ستزيد من قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، مما يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز التجارة والخدمات، ويدعم النمو الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية.

في ختام حديثها، أشادت رئيسة جماعة أمكالة بالتوجيهات الملكية التي تركز على تطوير المناطق الحدودية وتحقيق التنمية المستدامة. واعتبرت أن هذه المشاريع تسهم في تعزيز التعاون الإفريقي وتدعيم العلاقات مع الجيران، مؤكدة دور المغرب كفاعل رئيسي في التنمية الإقليمية والدولية.

بهذه الخطوات، يبدو أن إقليم السمارة في طريقه ليكون محوراً مهماً في الربط بين شمال وغرب إفريقيا، مما يعكس التزام المغرب بتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة.

  1. لم يتم ذكر كل الحاضرين في الصورة، رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية وهو أيضا المدير الإقليمي المساعد، ثم مدير مدرسة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *